|
كتالوج 1978 / קטלוג -מארז 1978 / catalogue 1978
text / טקסט
- أنصاب تذكارية للحاضر-عبد عابدي \ لجواب-غرشون كنيسبل
- אנדרטה להווה - עבד עבדי \ התשובה - גרשון קניספל
- Memorial of Monuments to the Present - Abed Abdi / The Answer - Gershon Knispel
- الدم ... والتراب سميح القاسم
- דם ואדמה - סמיח אל קאסם
- Blood and Soil - Samih al-Qassim
- أجل إبداع مشترك يهوشوع سوبول
- ליצור יצירה משותפת -יהושע סובול
- Creating a Joint Creation - Joshua Sobol
|
أنصاب تذكارية للحاضر
عبد عابدي
لقد أوجدت شعوب هذه الأرض خلال مسيرتها الحضارية المبدعة تعابير لمفاهيمها الفكرية بشكل رموز وشعائر تجلّت، بوضوح، من خلال الهيكل والمعبد وأشكال المسلة وأنصاب الحجارة.
وخلال هذه المسيرة الإنسانية وتعاقب الأجيال فقد تصبح هذه الأدوات رموزًا وتعابير لعالم مضى وغاب في مطاوي الزّمن، لكنه لمّا يُمحَ. وتتعاقب الأجيال في كلّ المراحل تاركة الذكرى ومتشبّثة بالحاضر، هذا الحاضر الذي لمسته في انتصابة النخلة وعمق جذور الصبّار وشموخ الجامع المهجور وأجراس الكنيسة الذي حال الصدأ دون أن تردّ الصدى مع تموّجات الحزن عبر الأجواء.
هذا التعاقب في التاريخ غير البعيد الذي لمست جروحه في نتوءات الحجارة المبنية المنتصبة أمام جرافات "الحضارة" وذقت ملوحتها المصبوبة عرقًا على الجباه السمر، هذا العرق الذي تحوّل عبر التاريخ المشحون بالمرارة إلى دموع غزيرة انهمرت على شواهد القبور التي تحوّلت إلى أنصاب في سخنين وكفرقاسم والطنطورة ودير ياسين.
وقد يكون هذا النّصب الذي أقمناه في سخنين هو الشهادة والقَسَم في الانتماء الأبدي لهذه الأرض التي استصرختْ أبناءَها للدفاع عن أمِّهم الأرض.
وقد يكون عملنا المشترك، الزميل غرشون كنيسبل وأنا، تجسيمًا لفكرة التعاون الخلاق بين أبناء الشعبين من أجل أن لا تتكرّر المأساة وأن يكون عمل الحاضر، هذا الحاضر الذي نتمنّى أن يسلم المستقبل أنصابًا للسّلام ولتواجدنا المشترك على هذه الأرض.
الجواب
غرشون كنيسبل
سألوني مرة تلو مرة، لماذا صنعنا نصب "يوم الأرض"؟
في سالف الزمن كدسوا كومة من الحجارة من أجل إبقاء الأثر ولطرد الأرواح الشريرة.
وفي الحقيقة فإنّ الأرواح الشّريرة وحدها التي تجبر الفلاحين على ترك أرضهم، والأرواح الشريرة هي التي تحول بين الفلاح وبين عمله الهادئ في أرضه.
أوليستِ الأرواح الشّرّيرة هي التي سفكت دم الأبرياء، الذين لم يكن لهم ذنب سوى الاحتجاج على سلب أراضيهم؟
وإليكم الجواب:
لقد أقمت مع صديقي وزميلي عبد عابدي تلك "الكومة من المكعّبات"، للغاية نفسها: لطرد الأرواح الشريرة ولإبقاء الأثر، أثر الأعمال الشريرة، السلب والنهب، ولكن، أيضًا، أثر العمل الخلاق المشترك الذي سيصبح ذات يومٍ شهادة تلتقي عندها الأجيال القادمة، التي سيصعب عليها التّصديق بأنّ ما حدث قد حدث فعلاً...
وإذا شئتم، فلنقلْ إنّ عملنا المشترك ينزع لخلق الضمانة بأنّ ما حدث لن يتكرّر.
|
|